منتديات حميداني عبدو
مرحبا بزوارنا الكرام يشرفنا إنضمامكم لمنتديات حميداني عبدو وذالك بالتسجيل في المنتدى.
منتديات حميداني عبدو
مرحبا بزوارنا الكرام يشرفنا إنضمامكم لمنتديات حميداني عبدو وذالك بالتسجيل في المنتدى.
منتديات حميداني عبدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عبدو..إسلامي ..تثقيفي..تعليمي...ترفيهي.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
يشرفنا إنضمامكم إلى منتديات حميداني عبدو الثقافية والدينية والتعليمية *** المساهمات والموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر الا على رأي اصحابها ** وشكرا
تتبرأ إدارة المنتدى من المسؤولية الناجمة عن ردود ومواضيع الزوار والأعضاء
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
محركات بحث
المواضيع الأخيرة
» صور حيرة للعقول!!!!
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالخميس 01 فبراير 2018, 22:04 من طرف رحمان

» الزبيب .. كنز عظيم
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالخميس 01 فبراير 2018, 21:49 من طرف رحمان

» ليلة راس السنة بدبي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالأربعاء 03 يناير 2018, 14:53 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالأحد 03 ديسمبر 2017, 15:54 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / باليوم الوطني / الاماراتي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالسبت 25 نوفمبر 2017, 15:01 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2017, 14:37 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالأحد 22 أكتوبر 2017, 14:12 من طرف منال ماهر

» المترشح سالم سالمي
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالجمعة 13 أكتوبر 2017, 17:38 من طرف سوداني م

» الإنتخابات المحلية ببلدية بنهار
 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالجمعة 13 أكتوبر 2017, 17:35 من طرف سوداني م

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



أنت الزائر رقم
clavier arabe
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
دليل العرب الشامل
دليل العرب الشامل

 

  شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير العرب
المدير التنفيذي
المدير التنفيذي
أمير العرب


عدد المساهمات : 838
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 26/11/2011

 شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Empty
مُساهمةموضوع: شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2-    شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2- Icon_minitimeالثلاثاء 15 مايو 2012, 21:22

وقال كُلثُوم بن عَمْرو التَّغْلِبِيّ
من شعراء الدولة العباسية


إنَّ الكَرِيمَ لَيُخْفِي عَنْكَ عُسْرَتَهُ ... حَتَّى تَراهُ غَنِياً، وهْوَ مَجْهُودُ
وللبَخِيلِ على أَمْوالِهِ عِلَلٌ ... زُرْقُ العُيُونِ عَلَيْها أَوْجُهٌ سُودُ
ذا تَكَرَّمْتَ عن بَذْلِ القَلِيلِ ولَمْ ... تَقْدِرْ على سَعَةٍ لم يَظْهَرِ الجُودُ
بثَّ النَّوالَ،لا تَمْنَعْكَ قِلَّتُهُ ... فكُلُّ ما سَدَّ فَقْراً فهْوَ مَحْمُودُ
وقال قَيْس بن الخَطِيم
إذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإنَّهُ ... بنَثٍّ وتَكْثِيرِ الحَدِيثِ قَمِينُ
وإنْ ضَيَّعَ الإِخوانُ سِرَّاً فإِنَّنِي ... كَتُومٌ لأَسْرارِ العَشيرِ أَمِينُ
أَبَى الذَّمَّ لِي آباءُ تَنْمِي جُدُودُهُمْ ... وفِعْلِي بِفعْلِ الصَّالِحينَ مُعِينُ
سَلِي مَنْ جَلِيسِي في النَّدِيِّ ومَأْلَفِي ... ومَنْ هو لِي عِنْدَ الصَّفاءِ خَدِينُ
وإنِّي لأَعْتامُ الرِّجالَ بخُلَّتِي ... إلى الرَّأْيِ في الأحْداثِ حينَ تَحِينُ
فأُبْرِي لَهُمْ صَدْرِي، وأُصْفِي مَوَدَّتِي، ... وسِرُّكَ عِنْدِي بَعْدَ ذاكَ مَصُونُ
أَمُرُّ على الباغِي، ويَغْلِظُ جانِبِي ... وذُو الوُدِّ أحْلَوْلِي له وأَلِينُ
وقال آخر


لا يَعْلَمُ المَرْءُ لَيلاً ما يُصَبِّحُهُ ... إلاَّ كَواذِبَ مِمَّا يُخْبِرُ الفالُ
والفالُ والزَّجْرُ الكُهَّانُ كُلُّهُمُ ... يُضَلِّلُونَ، ودُونَ الغَيْبِ أَقْفالُ
؟
وقال


جَبَلَة العُذْرِي
عبد المَسِيح بن بُقَيْلَة الغَسّابِيّ
اسْتَقْدِرِ الله خَيْراً وارْضيَنَّ به ... فَبَيْنَما العُسْرُ إِذْ دارَتْ مَياسِيرُ
تَأْتِي أُمورُ فما تَدْرِي أعاجِلُها ... خَيْرٌ لنَفْسِكَ أَمْ ما فِيه تَأْخِيرُ
وبَيْنَما المَرْءُ في الأحْياءِ مُغْتبِطاً ... إذْ صارَ في الرَّمْسِ تَعْفُوهُ الأعاصِيرُ
يَبْكِي الغَرِيبُ عَلَيه لَيْسَ يَعْرِفُهُ ... وذُو قَرابَتِهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ
حَتَّى كأَنْ لم يُكنْ إلاّ تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أَيَّتَما حالٍ دَهارِيرُ
الخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ في قَرَنٍ ... والخَيْرُ مُتَّبَعٌ والشَرُّ مَحْذُورُ
والنّاسُ أوْلادُ عَلاّتٍ فَمنْ عَلِمُوا ... أنْ قد أَقَلَّ فمَجْفُوٌّ ومَحْقُورٌ
وهُمْ بنُو الأُمِّ إنْ رَأَوْا له نَشَباً ... فذاكَ بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَخْفُورُ
وقال النَّمِر بن تَوْلَب
أَعاذِلَ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْرَةٍ ... بَعِيداً نَآنِي صاحِبِ وقَرِيبِي
تَرَى أنَّ ما أَبْقَيْتُ لَمْ أكُ رَبَّهُ ... وأنَّ الذي أَنْفَقْتُ كانَ نَصِيبِي
وذِي إبِلٍ يَسْعَى ويَحْسِبُها له ... أَخِي نَصَبٍ في رَعْيِها ودُؤُوبِ
غَدَتْ، وغدا رَبٌّ سِواهُ يَسُوقُها ... وبُدِّلَ أَحْجاراً وجالَ قَلِيبِ
وقال أبو الأَسْود الدُّؤلِيّ
أَفْنَى الشَّبابَ الذي أَبْلَيْتُ جِدَّتَهُ ... كَرُّ الجَدِيدَيْنِ مِن آتٍ ومُنْطَلِقٍ
لَمْ يَتْرُكا لي في طُولِ اخْتِلافِهما ... شَيْئاً أَخافُ عليه لَذْعَةَ الحَدَقِ
وقال مالِك بن أَسْماء الفَزارِيّ
كَتَمْتُ شَيْبِي لِيَخْفى بَعْدَ رَوْعَتِهِ ... فلاحَ مِنْهُ وَمِيضٌ ليس يَنْكَتِمُ
راعَ الغَوانِي، فما يَقْرَبْنَ ناحِيَةً ... رَأَيْنَ فِيها بُرُوقَ الشَّيْبِ تَبْتَسِمُ
وقال الحارِث بن كَلَدَة الثَّقَفِيّ
وتروى لغَيْلان بن سَلَمَة الثَّقَفِيّ
ألا أَبْلِغْ مُعاتَبَتِي وقوْلِي ... بَنِي عَمِّي، فقدْ حَسُنَ العِتابُ
وسَلْ هل كان لي ذَنْبٌ إليهِمْ ... هُمُ مِنْهُ، فأَعْتِبُهُمْ، غِضابُ
كَتَبْتُ إليهمُ كُتُباً مِراراً ... فَلمْ يَرجِعْ إليَّ لها جَوابُ
فما أَدْرِي أَغَيَّرَهُمْ تَناءٍ ... وطُولُ العَهْدِ، أمْ مالٌ أَصابُوا
فمَنْ يكُ لا يَدُومُ له وَفاءٌ ... وفِيه حينَ يَغْتَرِبُ انْقِلابُ
فعَهْدِي دائِمٌ لَهُمُ ووُدِّي ... على حالٍ إذا شَهِدُوا وغابُوا
وقال آخر


وإذا صاحَبْتَ فاصْحَبْ ماجِداً ... ذا حَياءٍ وعَفَافٍ وكَرَمْ
قَوْلُهُ للشَّيء: لا، إنْ قُلْتَ: لا ... وإذا قُلْتَ: نَعَمْ، قال: نَعَمْ
وقال الحُطَيْئَةُ العَبْسِيّ
ولَسْتُ أَرَى السَّعادَةَ جَمْعَ مالٍ ... ولكنَّ التَّقِيَّ هو السَّعِيدُ
وتَقْوَى الله خَيْرُ الزّادِ ذُخْراً ... وعندَ الله للأَتْقَى مَزِيدُ
وما لا بُدَّ أنْ يَأْتِي قَريبٌ ... ولكنَّ الذي يَمْضِي بَعِيدُ
وقال هُدْبَة بن خَشْرَم
أموي الشعر


وكُنْ مَعْقِلاً للحِلمِ، واصْفَحْ عن الخَنا ... فإنَّك راءٍ ما حَيِيتَ وَسامِعُ
فأَحْبِبْ إذا أَحْبَبْتَ حُبَّاً مُقارِباً ... فإنَّكَ لا تَدْرِي مَتَى أنتَ نازِعُ
وأبْغِضْ إذا أَبْغَضْتَ بُغْضاً مُقارِباً ... فإنَّكَ لا تَدْرِي مَتَى أنتَ راجِعُ
وقال الأَعْوَر الشَّنِّيّ
جُهَيْم بن الحارث، من بني عائِذَة بن شَنّ
لَقد عَلِمَتْ عُمَيْرَةُ أن جارِي، ... إذا ضَنَّ المُثَمِّرُ، مِن عِيالِي
وأنِّي لا أَضَنُّ على ابنِ عَمِّي ... بنَصْرِي في الخُطُوبِ ولا نَوالِي
ولستُ بقائِلٍ قَوْلاً لأحْظَى ... بقَوْلٍ لا يُصَدِّقُهُ فَعالِي
وما التَّقْصِيرُ، قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ ... وأَخْلاقُ الدَّنِيَّةِ مِن خِلالِي
وأَكْرَمُ ما تُكونُ عليَّ نَفسِي ... إذا ما قَلَّ في اللَّزباتِ مالِي
فَتحْسُنُ نُصْرَتِي، وأَصُونُ عِرْضِي ... وَيَجْمُلُ عِنْدَ أَهْلِ الرَّأْيِ حالِي
وإنْ نِلْتُ الغِنَى لَمْ أَغْلُ فِيهِ ... ولَمْ أَخْصُصْ بجَفْوَتِيَ المُوالِي
وقدْ أَصْبَحْتُ لا أَحْتاجُ ممّا ... بَلَوْتُ مِن الأمُورِ إلى سُؤالِ
وذلكَ أَنِّنِي أَدَّبْتُ نَفْسِي ... وما حَلْتُ الرِّجالَ ذَوِي المِحالِ
إذا ما المَرْءُ قَصَّرَ ثُمّ مَرَّتْ ... عَليه الأَرْبَعُون، من الرِّجالِ
ولَمْ يَلْحَقْ بصالِحهِمْ فدَعْهُ ... فلَيْسَ بلاحِقٍ أُخْرَى اللَّيالِي
وقال المُتَلَمِّس
واسمه جرير


وأعَلمَ علم حَقٍّ غَيْرَ ظَنٍّ ... وتَقْوَى الله مِن خَيْرِ العَتادِ
لَحِفْظُ المالِ خَيْرٌ مِن بُغاهُ ... وضَرْبٍ في البِلادِ بغَيْرِ زادِ
وإصْلاحُ القِليلِ يَزِيدُ فِيهِ ... ولا يَبْقَى الكَثِيرُ مع الفَسادِ
وقال الأفْوَه الأوْدِيّ
صَلاءَة بن عَمْرو بن الحارث
البَيْتُ لا يُبْتَنَى إلا لهُ عَمَدٌ ... ولا عِمادَ إذا لَمْ تُرْسَ أَوْتادُ
وإنْ تَجَمَّعَ أَوْتادٌ وأَعْمِدَةٌ ... وساكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الذي كادُوا
لا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لا سَراة لَهُمْ ... و لا سراة إذا جالهم سادوا
تُلْفَى الأُمُورُ بأَهْلِ الرَّأْيِ ما صَلَحَتْ ... فإنْ تَوَلَّتْ فبِالأَشْرارِ تَنْقادُ
إذا تَوَلَّى سَراةُ القَوْمِ أَمْرَهُمْ ... نَمَى على ذاكَ أَمْرُ القَوْمِ وازْدادُوا
أَمارَةُ الغَيِّ أَنْ يُلْفَى الجَمِيعُ لَدَى الإِبْرامِ للأمْرِ والأَذْنابُ أَكْتادُ
كَيْفَ الرَّشادُ إذا ما كنتَ مِن نَفَرٍ ... لهُمْ عن الرُّشْدِ أَغْلالٌ وأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهُمُ جَهْلاً مَقادتَهُمْ ... فُكُّلهُمْ في حِبالِ الغَيِّ مُنْقادُ
حانَ الرَّحِيلُ إلى قومٍ وإنْ بَعُدُوا ... فيهِمْ صَلاحٌ لِمُرْتادٍ وإرشادُ
فسَوْفَ أَجْعَلُ بُعْدَ الأرْضِ دُونَكُمُ ... وإنْ دَنَتْ رَحِمٌ منكُمْ ومِيلادُ
وقال المُغِيرة بن حَبْناء
خذ مِن أخيكَ العَفْوَ واغْفِرْ ذُنْوبَهُ ... ولا تَكُ في كُلِّ الأُمُورِ ومُعاتِبُة
فإنَّكَ لَنْ تَلْقَى أَخاكَ مُهَذَّباً ... وأيُّ امْرئٍ يَنْجُو مِن العَيْبِ صاحِبهُ
أَخُوكَ الذي لا يَنْقُضُ النَّأْيُِ عَهْدَهُولا عِنْدَ صَرْفِ الدَّهْرِ يَزوَرُّ جانِبُه
ولَيْسَ الذي يَلْقاكَ بالبِشْرِ والرِّضَى ... وإنْ غِبْتَ عنه لَسَّعَتْكَ عَقارِبُهُ
وقال أيضاً، وتُرْوى للجَعْجاع الزِّيادي
إذا المَرْءُ أُوْلاَك الهَوانَ فأَوْلِهِ ... هَواناً، وإنْ كَانَتْ قَريباً أَواصِرُهْ
فإنْ أنْتَ لَمْ تَقْدِرْ على أَنْ تُهِنَهُ ... فدَعْهُ إلى اليومِ الذي أنتَ قادِرُهْ
وقارِبْ إذا لم تَجِدْ لكَ حِيلَةً ... وصَمِّمْ إذا أَيْقَنْتَ أنَّكَ عاقِرُه
وإنِّي لأَجْزِي بالمَودَّةِ أهْلَها ... وبالشَّرِّ حتَّى يَسْأَمَ الشَّرَّ حافِرُهْ
وأَغْضَبُ للموْلَى فأَمْنَعُ ضَيْمَهُ ... وإنْ كان غِشَّاً ما تُجِنُّ ضَمائِرُهْ
فأَحْلُمُ ما لَمْ أَلْقَ في الحِلْمِ ذِلَّةً ... وللجاهِلِ العِرِّيضِ عِندِيَ زاجِرُهْ
وقال حاتِم الطّائِيّ
أَماوِيَّ قد طالَ التَّجَنَّبُ والهَجْرُ ... وقَدْ عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ
أَماوِيَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائِحٌ ... ويَبْقَى مِن المالِ الأَحادِيثُ والذِّكْرُ
أَماوِيَّ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْرَةٍ ... مِن الأرْضِ لا مالٌ لَدَيَّ ولا خَمْرُ
تَرَىْ أنَّ ما أنْفَقْتُ لَمْ يَكُ ضَرَّنِي ... وأنَّ يَدِي مِمّا بَخِلْتُ به صِفْرُ
أَماوِيّ ما يُغْنِي الثَّراءُ عن الفَتَى ... إذا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضاقَ بِها الصَّدْرُ
وقَدْ عَلِمَ الأَقْوامُ لو أنَّ حاتِماً ... أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لهُ وَفْرُ
وأَنِّيَ لا آلُو لِمالِي صَنِيعَةً ... فأَوَّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكُّ به العانِي ويُؤْكَلُ طَيِّباً ... ولا أَنْ تُعَرِّيهِ القِداحُ ولا الخَمْرُ
غَنِينا زَماناً بالتَّصَعْلُكِ والغِنَى ... وكُلاًّ سَقاناهُ بِكَأْسَيْهِما الدَّهْرُ
وما ضَرَّ جاراً يا ابنةَ القَوْمِ فاعْلَمِي ... يُجاوِرُني أنْ لا يَكُونَ له سِتْرُ
بِعَيْنِيَ عن جاراتِ قَوْمِيَ غَفْلَةٌ ... وفِي السَّمْعِ مِنِّي عن حَدِيثِهمُ وَقْرُ
وقال عامر بن عَمْرو
من بني البَكّاء
خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمي مَوَدَّتِي ... ولا تَنْطِقي في سَوْرَتِي حينَ أَغْضَبُ
ولا تَنْقُرِينِي نَقْرَكِ الدُّفَّ دائِماً ... فإنَّكِ لا تَدْرِينَ كَيفَ المُغَيَّبُ
فإنِّي رَأَيْتُ الحُبَّ في القَلْبِ والأَذَىإذا اجْتَمعا لم يَلْبَثِ الحُبُّ يَذْهَبُ
وقال أعْرابي من بني قَرِيْع
مَتَى ما يَرَ النَّاسُ الغَنِيَّ، وجارُهُ ... فَقِيرٌ، يَقُولُوا: عاجِزٌ وجَليدُ
وليس الغِنَى والفَقْرُ من حِيلَةِ الفَتَى ... ولكنْ أَحاظٍ قُسّمَتْ وجُدُودُ
إذا المَرْءُ أَعْيَتْهُ السِّيادَةُ ناشِئاً ... فَمطْلَبُها كَهْلاً عليه شَدِيدُ
وكائِنْ رَأَيْنا مِن غِنيٍّ مُذمَّمٍ ... وصُعْلُوكِ قَوْمٍ ماتَ وهْوَ حَمِيدُ
وقال عمّار بن جابِر الهِلالِيّ
يا رُبَّ قائِلةٍ يَوْماً لِجارَتها: ... هل أنتِ مُخْبِرَتِي ما شأْنُ عَمَّارِ
قالَتْ: أَرَى رَجُلاً عارٍ أشاجِعُهُ ... كَأَنَّه ناقِهٌ أو نِضْوُ أَسفارِ
إمِّا تَرَيْنِي لجِسْمِي غيرَ مُحْتَشِدٍ ... فإنَّنِي حَشِدٌ للضَّيْفِ والجارِ
وما على الحُرِّ أنْ تَعْرَى أشاجِعُهُ ... ويَلْبَسُ الخَلَقَ المَرْقُوعَ مِن عارِ
وقال آخر


لِلجِدِّ ما خُلِقَ الإنْسانُ، فالْتَمِسَنْ ... بالجِدِّ حَظَّكَ لا باللَّهْوِ واللّعِبِ
لا يَلْبَثُ الهَزْلُ أَنْ يَجْنِي لِصاحِبهِ ... ذَمَّاً ويُذْهِبَ عَنْهُ بَهْجَةَ الأدَبِ
وقالت مَيْسُون الكَلْبِيّة
لما تَزوّج بها معاوِية
لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فِيهِ ... أحَبُّ إليَّ من قَصْرٍ مُنِيفِ
وأَصْواتُ الرِّياحِ بكُلِّ فَجٍّ ... أَحب إلي من نقر الدُّفُوفِ
وكَلْبٌ يَتْبَعُ الأظْعانَ صَعْبٌ ... أَحَبُّ إليّ مِن هِرٍّ أَلِيفِ
ولُبْسُ عَباءَةٍ وتَقِرَّ عَيْنِي ... أَحَبُّ إليَّ مِن لُبْسِ الشُّفُوفِ
وخِرْقٌ مِن بَنِي عَمِّي نَجِيبٌ ... أَحَبُّ إليَّ مِن عِلْجٍ عَلِيفِ
فقال معاوية: ما كفى أن جَعَلْتَنِي عِلْجاً حتَّى جَعَلْتَنِي عَلِيفاً، ثم أوْلَدَها يَزِيد.
وقال آخر


إنِّي سأَسْتُر ما ذُو العَقْلِ ساتِرهُ ... مِن حاجةٍ، وأمِيتُ السِّرَّ كِتْمانا
وحاجةٍ دُونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ بِها ... جَعلْتُ للَّتِي أَخْفَيْتَ عُنْوانا
وقال مالِك بن أَسْماء بن خارِجَة
وتُرْوَى لأبِي دَهْبَل الجُمَحِيّ، والأوّل أكثر. وتروى لأيْمَن بن خُرَيْم
أَتانِي بِها يَحْيَى وقَدْ نِمْتُ نَوْمَةًوقَدْ غابَتِ الجَوْزاءُ وانْحَدَرَ النَّسْرُ
فقلتُ: اصْطَبِحْها، أو لغَيْرِيَ سَقِّها ... فما أنا بَعْدَ الشَّيْبِ ويْبَكَ والخَمْرُ
إذا المَرْءُ وَفَّى الأَرْبَعِينَ ولَمْ يَكُنْ ... لَه دُونَ ما يَأْتِي حَياءٌ ولا سِتْرُ
فذَرْهُ ولا تَنْفَس عليه الذي أَتى ... ولَوْ مَدَّ أسْبابَ الحَياةِ له الدَّهْرُ
وقال النابِغَة الجَعْدِيّ
وَبَيْضاءَ مِثْلِ الرِّئْمِ، لو شِئْتُ قد صَبَتْ ... إليَّ، وفِيها للمُخاتِلِ مَلْعَبُ
تَجَنَّبْتُها، إِنِّي امْرُوٌ في شَيْبَتِي ... وتَلْعابَتِي عن جانِبِ الجارِ أَجْنَبُ
وصَهْباءَ لا تَنْفِي القَذَى وهْيَ دُونَهُ ... تُصَفَّقُ في راوُوقِها ثم تُقْطَبُ
تَمَزَّزْتُها والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ ... إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصوَّبُوا
وقال أبو الأَسْوَد الدُّؤلِيّ
دَعِ الخَمْرَ يَشْرَبْها الغُواةُ، فإنَّنِي ... رَأَيْتُ أَخاها مُغْنِياً لِمَكانِها
فإلاّ يَكُنْها أَو تَكُنْهُ، فإنَّهُ ... أَخُوها غَذَتْهُ أُمُّها بِلِبانِها
وقال حارِثَة بن بَدْر
إذا ما شَرِبْتُ الرَّاحَ أَبْدَتْ مَكارِمِي ... وجُدْتُ بِما حازَتْ يَدايَ مِن الوَفْرِ
وإنْ مَسَّنِي جَهْلاً نَدِيمِيَ لم أَزِدْ ... علي: اشْرَبْ هَداكَ اللهُ، طَيِّبَة النشْرِ
أَرَى ذاكَ حَقَّاً واجِباً لمُنادِمِي ... إذا قال لي غَيْرَ الجَمِيلِ مِن السُّكْرِ
وقال الأُقَيشِر المُغِيرَة
بن عبد الله بن عَمْرو
لا تَشْرَبَنْ أَبَداً راحاً مُسارَقَةً ... إلاّ مع الغُرِّ أَبْنَاءِ البَطارِيقِ
أَفْنَى تِلادِي وما جَمَّعْتُ مِن نَشَبٍ ... قَرْعُ القَواقِيزِ أَفْواهَ الأَباريقِ
كأنَّهُنَّ وأيْدِي القَوْمِ مُعْمَلَةٌ ... إذا تلألأْنَ في أيْدِي الغَرانِيقِ
عليكَ كُلَّ فَتَى سَمْحٍ خَلائِقُهُ ... مَحْضُ العُرُوقِ كَرِيمٌ غيرُ مَمْذُوقِ
وقال بَكْر بن النَّطّاح
بن أَبِي حِمار الحَنَفِي
إذا ما طَوَى دُونِي امرؤٌ بَطْنَ كَفِّهِ ... طَوَيْتُ يَمِينِي دُونَهُ وشِمالِيا
يَبِينُ لنا ذُو الحِلْمِ مِن حُلَمائِنا ... إذا ما تَعاطَيْنا الزُّجاجَ تَعاطِيا
أَرَى الكَأْسَ تُهْدِي للَّئِيمِ مَلامَةً ... وتَتْرُكُ أخْلاقَ الكَرِيمِ كما هيا
رأَيْتُ أَقَلَّ النَّاسِ عَقْلاً إذا انْتَشَى ... اقَلّهُمُ عَقْلاً إذا كانَ صاحِيا
وقال قَعْنَب بن أُمِّ صاحِبِ
ونَسَبها ثَعْلَب إلى طيلة الفَزارِيّ
مَهْلاً أعاذِلَ قد جَرَّبْتِ مِن خُلُقِي ... أَنّي أَجُودُ لأقْوامٍ وإنْ ضَنِنُوا
مِثْلُ العَصافِيرِ أَحْلاماً ومَقْدِرَةً ... لو يُوزَنُونَ بِزِفِّ الرِّيشِ ما وَزَنُوا
مالِي أَكَفْكِفُ عن سَعْدٍ وتَشْتِمُنِي ... ولَوْ شَتَمْتُ بَنِي سَعْدٍ لقَدْ سِكَنُوا
جَهْلاً عَلَيْنا وجُبْناً عن عَدُوِّهُمُ ... لَبِئسَتْ الخَلَّتانِ الجَهْلُ والجُبُنُ
إنْ يَسْمَعُوا رِيَبَةً طارُوا بها فَرَحاً ... عنِّي، وما سَمِعُوا مِن صالِحٍ دَفَنُوا
وقَدْ عَلمْتُ على أَنِّي أُعاشِرُهُمْ ... لا تَبْرَحُ الدَّهْرَ إلاّ بَيْنَنا إحَنُ
كُلٍّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَهُ ... ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا
ولَنْ يُراجِعَ قَلْبِي وُدَّهُمْ أَبَداً ... زُكِنْتُ مِن بُغْضِهِمْ مِثْلَ الذي زَكَنُوا
وقال آخر


تَعَلَّمْ، فَلَيْسَ المَرْءُ يُولَدُ عالِماً ... ولَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كمَنْ هو جاهِلُ
وإنَّ كَبِيَر القومِ لا عِلْمَ عِنْدَهُ ... صَغِيرٌ إذا الْتَفَّتْ عليه المَحافِلُ
وقال الرَّبِيع بن أبي الحُقَيْق اليَهُودِيّ
إنَّا إذا مالَتْ دَواعِي الهَوَى ... وأَنْصَتَ السَّامِعُ للقَائِلِ
واعْتَلَجَ القَوْمُ بأَلْبابِهِمْ ... نَقْضِي بحُكُمْ عادِلٍ فاصِلِ
نَكْرَهُ أَنْ نَسْفَهَ أَحْلامَنا ... فنَخْمُلَ الدَّهْرَ مع الخامِلِ
لا نَجْعَلُ الباطِلَ حَقَّاً ولا ... نَلِطُّ دُونَ الحَقِّ بالباطِلِ
وقال آخر


أَلَمْ تَعْلَم، جزَاكَ الله خَيْراً ... بأن أَخا المَكارِمِ لا يَخُونُ
وحِلْفُ الخَيْرِ مُؤْتَمَنٌ حَفُوظٌ ... ولكنْ قَلَّ في النَّاسِ الأَمِينُ
وقال آخر


سأَرْعَى كُلَّ ما اسْتُودِعْتُ جُهْدِي ... وقَدْ يَرْعَى أَمانَتَهُ الأمِينُ
وذُو الخَيْرِ المُؤَثَّلِ ذو وَفاءٍ ... كَرِيمٌ لا يَمَلُّ ولا يخُونُ
وقال حُنَيْف بن عُمَيْرِ اليَشْكُرِيّ
وتُروى لنَهار ابن أخت مُسَيْلَمَة الكَذّاب
اصْبِرِ النَّفْسَ عِنْدَ كُلِّ مُلِمِّ ... إنَّ في الصَّبْرِ حِيلَةَ المُحْتالِ
لا تَضِيقَنَّ بالأُمُورِ فقدْ تُكْ ... شَفُ غَمّاؤُها بِغَيْرِ احْتِيالِ
رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِن الأمْ ... رِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
وقال مالِك بن قُرَّة، أموي الشعر
وذِي حَنْقٍ عَليَّ يَوَدُّ أنِّي ... أَتَى دُونِي الصَّفائِحُ والتُّرابُ
تَرَكْتُ عِتابَهُ وصَفَحْتُ عَنْهُ ... ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ العِتابُ
وقال آخر


إنَّ الكَرِيمَ إذا ما كانَ ذا كَذِبٍ ... شانَ التَّكَرُّمَ مِنْهُ ذلكَ الكَذِبُ
والصِّدْقُ أَفْضَلُ شَيْءٍ أَنتَ فاعِلُهُ ... لا شَيْءَ كالصِّدْقِ لا فَخْرٌ ولا حَسَبُ
وقال الحَجَّاج السُّلَمِيّ
بَخِيلٌ يَرَى في الجُودِ عاراً، وإنَّما ... على المَرْءِ عارٌ أَنْ يَضَنَّ ويَبْخَلا
إذا المرْءُ أَثْرَى، ثُمَّ لَمْ يَرْجُ نَفْعَهُ ... صَدِيقٌ، فلاقتْهُ المَنِيَّةُ أَوَّلا
وقال آخر


وما أُبالي إذا ضَيْفٌ تَضَيَّفَنِي ... ما كان عِنْدِي إذا أعْطَيْتُ مَجْهُودِي
وقال امرؤُ القَيْس بن حُجْر الكِنْدِيّ
إذا ما لم تَكُنْ إِبِلٌ فمِعْزَى ... كَأَنَّ قُرُونَ جِلَّتِها قِسِيُّ
فَتملأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً ... وحَسْبُكَ مِن غِنَى شِبَعٌ ورِيُّ
تَرُوحُ كَأَنَّها مِمَّا أَصابَتْ ... مُعَلَّقَةٌ بأحقِيها الدُّلِيُّ
وقال آخر


أَجُودُ بمالِي دُونَ عِرْضِي، ومَنْ يُرِدْرَزِيَّةَ عِرْضِي يَعْتَرِضْ دُونَه البُخُلُ
إذا المَرْءُ أَثْرَى ثُم ضَنَّ بمالِهِ ... أَبَى النَّاسُ يوماً أَنْ يكُونَ له الفَضْلُ
وقال الحَكَم بن عَبْدَل الأُسَدِيّ
وإنّ لأسْتَغْنِي فما أَبْطَرُ الغِنَى ... وأَبْذُلُ مَيْسُورِي لمَنْ يَبْتَغِي قَرْضِي
وأُعْسِرُ أَحْياناً فتَشْتَدُّ عِزَّتِي ... وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنَى ومَعِي عِرْضِي
وقال آخر


تُعَلِّمُنِي بالعَيْشِ عِرْسِي كَأَنَّما ... تُعَلِّمُنِي الأمْرَ الذي أنا جاهِلُهْ
يَعِيشُ الفَتَى بالفَقْرِ يَوْماً وبالغِنَى ... وكُلاً كأَنْ لم يَلْقَ حينَ يُزايِلُهْ
وقال الأُقَيْشِر الأسَدِيّ
إنْ كنتَ تَبْغِي العِلْمَ أو أهْلَهُ ... أو شاهِداً يُخْبِرُ عن غائِبِ
فاعْتَبِرِ الأرْضَ بأَرْبابِها ... واعْتَبِرِ الصاحِبَ بالصَّاحِبِ
وقال عُيَيْنَة بن هُبَيْرَة
وما صاحِبِي عِنْدَ الرَّخاءِ بِصاحِبٍ ... إذا لم يَكُنْ عندَ الأُمورِ الشَّدائِدِ
إذا ما رَأى وَجْهِي فأَهْلاً وَمَرْحَباً ... وَيَرْمِي وَرائِي بالسِّهامِ القَواصِدِ
إذا انْتَقَدَ النَّاسُ الكِرامَ رَأَيْتَهُ ... يَطِنُّ طَنِينَ الزَّيْفِ في كَفِّ ناقِدِ
وقال عُرْوَة بن أُذَيْنَة القُرَشِيّ
أموي الشعر


لقَدْ عَلِمْتُ، وما الإشْرافُ مِن خُلُقِي ... أنَّ الذي هو رِزْقِي سَوْفَ يَأْتِينِي
أَسْعَى له فيُعَنِّينِي تَطَلُّبُهُ ... ولو قَعَدْتُ أَتانِي لا يُعَنِّيني
لا أَرْكَبُ الأَمْرَ تَزْرِي بي عواقِبُهُ ... ولا يُعابُ به عِرْضِي ولا دِيني
كم مِن فَقِيرٍ غَنِيَّ النَّفْسِ تَعْرِفُهُ ... ومنْ غَنِيٍّ فَقِيرِ النَّفْسِ مِسْكِينِ
إِنِّي لأنْطِقُ فِيما كانَ مِن أرَبِي ... وُكْثِرُ الصَّمْتَ عَمَّا ليس يَعْنِينِي
لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْنِي إلى طَبَعٍ ... وغُبَّرٌ من كِفافِ العَيْشِ تَكْفِيني
وقال أبو الرُّبَيْس الثَّعْلَبِيّ
أَيُّ عَيْشٍ عَيْشِي إذا كُنْتُ فيه ... بَيْنَ حَلٍّ وبَيْنَ وَشْكِ رَحِيلِ
كُلُّ فَجٍّ مِن البِلادِ كأَنِّي ... طالِبٌ بَعْضَ أهْلِهِ بذُحُول
ما أَرَى الفَضْلَ والتَّكَرُّمَ إِلاّ ... تَرْكَكَ النَّفْسَ عن طِلابِ الفُضُول
وبلاءٌ حَمْلُ الأيادِي وأنْ تَسْ ... مَعَ مَنَّاً تُؤْتَى به مِن مُنِيلِ
وقال الأَعْوَر الشَّنِّيّ
أَلَمْ تَرَ مِفْتاحَ الفُؤادِ لِسانَهُ ... إذا هو أَبْدَى ما يَقُولُ مِن الفَمِ
وكائِنْ تَرَى مِن صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ ... زِيادَتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ
لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْفٌ فُؤادُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إلا صُورَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ
وقال جَرِير بن الخَطَفَي
وكنتُ إذا عَلِقْتُ حِبالَ قَوْمٍ ... صَحِبْتُهُمُ وشِيمَتِيَ الوَفاءُ
فأُحْسِنُ حِينَ يُحْسِنُ مُحْسِنُوهُمْ ... وأَجْتَنِبُ الإساءَةَ إنْ أَساءُوا
وأَنْظُرُ ما بِعَيْنِهمُ بعَيْنِي ... عَلَيْها مِن عُيُوبِهِمُ غِطاءُ
وقال فَضَالَة بن زَيْد العَدْوانِيّ
وكان من المعمرين


إذا جَلَّ خَطْبٌ صُلْتُ بالمالِ حَيْثُما ... تَوَجَّهْتُ من أَرْضى فَصِيحٍ وأَعْجَمِ
وهابَكَ أَقوامٌ وإنْ لَمْ تُصِبْهُمُ ... بِنَفْعٍ، ومَنْ يَسْتَغْنَ يُحْمَدْ ويُكْرِمِ
وفي الفَقْرِ ذُلٍّ للرِّقابِ، وطالما ... رَأَيْتُ فَقِيراً غيرَ نِكْسٍ مُذَمَّمِ
يُلامُ وإنْ كان الصَّوابُ بكَفِّهِ ... وتُحْمَدُ آلاءُ البَخِيلِ المُدَرْهَمِ
كذلكَ هذا الدَّهْرُ يَرْفَعُ ذا الغِنى ... بلا كَرَمٍ مِنْه ولا بتَحَلُّم
وقال أبُو جِلْدَة
ما يَسَّرَ الله مِن خَيْرٍ قَنِعْتُ به ... ولا أَمُوتُ على ما فاتَنِي جَزَعَا
ولا أُخاتِلُ جارَ البَيْتِ غَفْلَتَهُ ... ولا أَقْولُ لشَيْءٍ فاتَ ما صَنعا
وقال زُهَيْر
ومَنْ لا يُقَدِّمْ رِجْلَهُ مُطْمَئِنَّةً ... فيُثْبِتَها في مُسْتَوَى الأَرْضِ تَزْلَقِ
وفي الحِلْمِ إدْهانٌ، وفي العَفْوِ دُرْبَةٌوفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ مِن الشَّرِّ، فاصْدُقِ
ومَنْ يَلْتَمِسْ حُسْنَ الثَّناءِ بِمالِهِ ... يَصُنْ عِرْضَهُ مِن كُلِّ شَنْعاءَ مُوبِقِ
وقال عبيد بن الأَبْرَص
مَن يَسْأَلِ النَّاسَ يَحْرِمُوهُ ... وسائِلُ الله يَخِيبُ
وكُلُّ ذِي أَوْبَةٍ يَئُوبُ ... وغائِبُ المَوْتِ لايَئوبُ
أَفْلِحْ بما شِئْتَ فقدْ يُبْلَغُ بال ... ضَّعْفِ وقَدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ
والمَرْءُ ما عاشَ في تَكْذِيبٍ ... طُولُ الحَياةِ له تَعْذِيبُ
آخِرُ بابِ الأَدَب
باب النسيب والغَزل
وقال أبو دُواد عَدِيّ بن الرِّقاع
أموي الشعر، هو عَدِي بن زَيْد بن مالِك بن عَدِيّ بن الرِّقاع
لَوْلا الحَياءُ وأَنَّ رَأْسِيَ قد عَسا ... فيه المَشِيبُ لَزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ
فكأَنَّها بَيْنَ النِّساءِ أعارَها ... عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِن جَآذِرِ جاسِمِ
وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ ... في عَيْنِهِ سِنَّةٌ ولَيْسَ بِنائِمِ
يَصْطادُ يَقْظانَ الرِّجالِ حَدِيثُها ... وتَطِيرُ لَذَتُهُ بِرُوحِ النّائِمِ
ومنَ الضَّلالَة بَعْدَما ذَهَبَ الصِّبا ... نَظَرِي إلى حُورِ العُيُونِ نَواعِمِ
وقال قَيْس بن الخَطِيم
أموي الشعر


تَبَدَّتْ لَنا كالشَّمْس تَحْتَ غَمامَةٍ ... بَدا حاجِبٌ مِنْها وضَّنتْ بحاجِبِ
ولَمْ أَرَها إلا ثلاثاً على مِنىً ... وأُحْسِنْ بِها عَذْراءَ ذات ذوائِبِ
دِيارُ التي كادَتْ ونحنُ على مِنىً ... تَجُلُّ بِنا لَوْلا نَجاءُ الرَّكائِبِ
وقال أبو حَيَّة النُّمَيْرِي
وأَخْبَرَكِ الوَاشُونَ أَنْ لا أُحِبَّكُمْ ... بَلَى وسُتُورِ اللهِ ذاتِ المَحارِمِ
أَصُدُّ، وما الصَّدُّ الذي تَعْلَمينَهُ ... عَزاءً بِنا إلاَّ ابْتِلاعُ العَلاقِمِ
حَياءً وبُقْيا أنْ تَشِيعَ نَمِيمَةٌ ... بِنا وبِكُمْ، أُفٍّ لأَهْلِ النَّمائِمِ
وإنَّ دَماً لو تَعْلَمِينَ جَنَيْتِهِ ... على الحَيِّ جانِي مِثْلِهِ غيرُ سالِمِ
أَما إنَّه لو كانَ غيْرُكِ أَرْقَلَتْ ... إليه القَنا بالرَّاعِفاتِ اللَّهاذِمِ
ولكنْ لَعَمْرُ اللهِ ما طَلَّ مُسْلِماً ... كَغُرِّ الثَّنايا واضِحاتِ المَلاغِمِ
إذا هُنَّ ساقَطْنَ الأَحادِيثَ للفَتَى ... سِقاطَ حَصَى المَرْجانِ مِن كَفِّ ناظِمِ
رَمَيْنَ فأْنَفَذْنَ القُلُوبَ فلا تَرَى ... دَماً مائِراً إلاّ جَوىً في الحَيازِمِ
وقال آخر وتُرْوَى لذِي الرُّمَّة
وإنَّا ليَجْرِي بَيْنَنا حينَ نَلْتَقِي ... حَدِيثٌ له وَشْيٌ كَوَشْي المَطارِفِ
حَدِيثٌ كَوقْعِ القَطْرِ في المَحْلِ يُشْتَفَىبِهِ مِن جَوىً في داخِلِ القَلْبِ شاعِفِ
وقال حسّان بن ثابت الأنصارِي
يا لَقَوْمِي هل يَقْتُلُ المَرَْ مِثْلِي ... واهِنُ البَطْشِ والعِظامِ سَؤُومُ
شَأْنُها العِطْرُ والفِراشُ ويَعْلُو ... ها لُجَيْنٌ ولُؤْلُؤٌ مَنْظُومُ
لو يَدِبُّ الحَوْلِيُّ مَنَ وَلَدِ الذَّرِّ ... عَلِيها لأَنْدَبَتْها الكُلُومُ
لَمْ تَفُقْها شَمْسُ النَّهارِ بِشَيْءٍ ... غَيْرَ أَنَّ الشَّبابَ ليس يَدُومُ
وقال جَرِير بن عَطِيّة
بن الخَطَفَي، أموي الشعر واسم الخَطَفَي حُذَيْفَة بن بَدْر اليَرْبُوعِيّ
إنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِها مَرَضٌ ... قَتَلْنَنا ثمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانا
يَصْرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتَّى لا حِراكَ بهِ ... وهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقَ اللهِ إنْسانا
يا حَبَّذا جَبَلُ الرَّيّانِ مِن جَبَلٍ ... وحَبَّذا ساكنُ الرَّيّانِ مَنْ كانا
وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِن يَمانِيَةٍ ... تأْتِيكَ مِن قِبَلِ الرَّيانِ أَحْيانا
هَبَّتْ شَمالاً، فذِكْرى ما ذَكَرْتُكُمُ ... عِنْدَ الصَّفاةِ التي شَرْقِيَّ حَوْرانا
يا رُبَّ غابِطِنا لو كان يَطْلُبُكُمْ ... لاقَى مُباعَدَةً مِنْكُمْ وحِرْمانا
ما كنتُ أَوّلَ مُشْتاقٍ أخِي طَرَبٍ ... هاجَتْ له غَدَواتُ البَيْنِ أَحْزانا
حَيِّ المَنازِلَ، إذْ لا نَبْتَغِي بَدَلاً ... بالدَّارِ دَاراً ولا الجِيرانِ جِيرانا
هل يَرْجِعَنَّ، ولَيْسَ الدَّهْرُ مُرْتَجَعاً، ... عَيْشٌ بها طالَما احْلَوْلَى وما لانا
وقال امرُؤُ القَيْس
بن حُجْر الكِنْدِيّ، جاهلي
كأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمامِ ... ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ
يُعَلَّ بهِ بَرْدُ أنْيَابِها ... إذا غَرَّدَ الطَّائِرُ المُسْتَحِرّ
فلمّا دَنَْتُ تَسدَّيْتُها ... فَثوْبٌ نَسِيتُ وثَوْبٌ أُجُرّ
وقدْ رابَنِي قَوْلُها: يا هَنا ... هُ، ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّ
وقال جَرِير بن عَطِيّة بن الخطَفَي
لَقَد طالَ كِتْمانِي أُمامَةَ حُبَّها ... فَهذا أَوانُ الحُبِّ تَبْدُو شَواكِلُهُ
وإنِّي، وإن لامَ العَواذِلُ، مُولَعٌ ... بحُبِّ الغَضا مِن حُبِّ مَنْ لا يُزايِلُهْ
ولمّا اسْتَقَرَّ الحَيُّ أَلْقِيَتِ العَصا ... وماتَ الهَوى لمَّا أُصِيبَتْ مَقاتِلُهْ
وقُلْنَ: تَرَوَّحْ، لا تكُنْ لكَ حاجَةٌ ... وقَلْبَكَ لا تَشْغَل، وهُنَّ شواغِلُهْ
وقال جَمِيل بن عبد الله
بن قَمِيئَة العُذْرِيّ
إنّي لأَحْفَظُ غَيْبَكُمْ ويَسُرُّنِي ... لو تَعْلَمِينَ بصالِحٍ أنْ تُذْكَرِي
ويَكُون يومٌ لا أَرَى لكِ مُرْسَلاً ... أو نَلْتَقِي فيه عليَّ كأَشْهُرِ
وكأَنَّ طارِقَها على عَلَلِ الكَرَى ... والنَّجْمُ وَهْناً وقد دَنا لِتَغَوُّرِ
يَسْتافُ رِيحَ مُدامَةٍ مَعْلُولَةٍ ... بِرُضابِ مِسْكٍ في ذَكِيِّ العَنْببَرِ
يا لَيْتَنِي أَلْقَى المَنِيّةَ بَغْتَةً ... إنْ كانَ يومُ لِقائِكُمْ لمْ يُقْدَرِ
ما أنتِ والوَعْدَ الذي تَعِدِينَنِي ... إلاَّ كَبَرْقِ سَحابَةٍ لم تُمْطِرِ
وقال أيضا


ً
نَصُدُّ إذا ما النَّاس بالقَوْلِ أَكْثَرُوا ... عَلَيْنا، وتَجْرِي بالصَّفاءِ الرَّسائِلُ
فإنْ غَفَلَ الواشُونَ عُدْنا لِوَصْلِنا ... وعادَ التَّصافِي بَيْنَنا والتَّراسُلُ
فيا حُسْنَها إذْ يَغْسِلُ الدَّمْعُ كُحْلَهاوإذْ هي تُذْرِى الدَّمْعَ مِنْها الأَنامِلُ
أَلاَ رُبَّ لاحٍ لو بَلَى الحُبَّ لَمْ يَلُمْ ... ولكنَّه مِن سَوْرَةِ الحُبِّ جاهِلُ
وقال قَيْس بن المُلَوّح
ولَمْ أَرَ لَيْلَى بَعْدَ مَوْقِفِ ساعَةٍ ... بَخيْفِ مِنىً تَرْمِي جِمارَ المُحَصَّبِ
ويُبْدِي الحَصا مِنْها إذا قَذَفَتْ بهِ ... مِن البُرْدِ أَطْرافَ البَنانِ المُخَضَّبِ
فأَصْبَحْتُ مِن لَيْلَى الغَداةَ كناظِرٍ ... مع الصُّبْحِ في أَعْقابِ نَجْمٍ مُغرِّبِ
أَلاَ إنَّما غادَرْتِ يا أُمَّ مالِكٍ ... صَدّي أيْنَما تَذْهَبْ به الرِّيحُ يَذْهَبِ
وقال الكُمَيْت بن مَعْروف الأسَدِيّ
أموي الشعر


يَمْشِينَ مَشْيَ قَطا البِطاحِ تَأَوُّداً ... قُبَّ البُطُونِ رَواجِحَ الأَكْفالِ
وإذا أَرَدْنَ زِيارَةً فكأَنَّما ... يَنْقُلْنَ أَرْجُلَهُنَّ مِن أَوْحالِ
مِن كُلِّ آنِسَةِ الحَدِيثِ حَيِيَّةٍ ... لَيْسَتْ بفاحِشَةٍ ولا مِتْفالِ
وتكُونُ رِيقَتُها إذا نَبَّهْتَها ... كالشَّهْدِ، أو كسُلافَةِ الجِرْيالِ
أَقْصَى مَذاهِبِها إذا لاقَيْتَها ... في الشَّهْرِ بَيْنَ أَسِنَّةٍ وحِجالِ
وقال الأعْشَى مَيْمُون بن قَيْس
من قَيْس بن ثَعْلَبَة، جاهلي
غَرّاءُ فَرْعاءُ مَصْقُولٌ عَوارِضُها ... تَمْشِي الهُوَيْنى كما يَمْشِي الوَجَى الوَحِلُ
كأَنَّ مِشْيَتَها مِن بَيْتِ جارَتِها ... مَرُّ السَّحابَةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
صِفْرُ الوِشاحِ، ومِلْءُ الدِّرْعِ، بَهْكَنَةٌ،إذا تَأَتَّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ
وقال ابن أُبي بن مُقْبِل
يَمْشِين هَيْلَ النَّقا مالَتْ جوانِبُهُ ... يَنْهالُ حِيناً، ويَنْهاهُ النَّدى حِينا
يَهْزُزْنَ للمَشي أَعْطافاً مُنَعَّمَةً ... هَزَّ الجَنُوبِ ضُحىً عِيدانَ يَبْرِينا
أو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَجاذَبَهُ ... أيْدِي الكُماةِ فزادَتْ مَتْنَهُ لِينا
بِيضٌ يُجْرّدْنَ مِن أَلْحاظِهِنَّ لَنا ... بِيضاً، ويَغْمِدْنَ ما جَرَّدْنَهُ فِينا
إذا نَطَقْنَ رَأَيت الدُّرَّ مُنْتَثِراً ... وإنْ صَمَتْنَ رَأَيْتَ الدُّرَّ مَكْنُوناً
وقال آخر


أَبَتْ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها ... مَسَّ البُطُونِ وأنْ تَمَسَّ ظُهُوراً
وإذا الرِّياحُ تَناوَحَتْ بِنَسِيمِها ... نَبَّهْنَ حاسِدَةً وهِجْنَ غَيورَا
وقال رجُل من بَنِي كِلاب
ألا يا سَنا بَرْقٍ عَلا قُلَلَ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِن بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ
لَمَعْتَ اقْتِذاءَ الطَّيْرِ والقَوْمُ هُجَّعٌ ... فهَيَّجْتَ أَحْزاناً وأَنتَ سَلِيمُ
فبِتُّ بحدِّ المِرْفَقَيْنِ أَشِيمُهُ ... كأَنِّي لِبقٍ بالسِّتارِ حَمِيمُ
فهَلْ مِن مُعِيرٍ طَرْفَ عَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... فإِنْسانُ طَرْفِ العامِرِيِّ سَقِيمُ
رَمَى قَلْبَهُ البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيَةً ... بذِكْرِ الحِمَى وَهْناً فَباتَ يَهِيمُ
وقال أَعْرابِيّ مِن طَيئ
خَلِيلَيَّ بالله اقْعُدا فَتَبيَّنا ... وَمِيضاً أَرَى الظَّلْماءَ عنه تَقَدَّدُ
يُكَشِّفُ أَعْراضَ السَّحابِ كأَنَّهُ ... صَفِيحَةُ هِنْدِيٍّ تُسَلُّ وتُغْمَدُ
فبِتُّ على الأجْبالِ لَيْلاً أَشِيمُهُ ... أَقُومُ له حتَّى الصَّباحِ وأَقْعُدُ
وقال آخر


صَبا البَرْقُ نَجْدِياً فهاجَ صَباتَنِي ... كأَنِّي لِنَجْدِيِّ البُرُوقِ نَسِيبُ
بَدا كانْصِداعِ اللَّيْلِ عن وَجْهِ صُبْحِهِ ... وتَطْرُدُهُ بَيْنَ الأَراكِ جَنُوبُ
فطَوْراً تَراهُ ضاحِكاً في ابْتِسامَةٍ ... وطَوراً تَراهُ قد عَلاهُ قُطُوبُ
إذا هاجَ بَرْقُ الغَوْرِ غَوْرِ تِهامَةٍ ... تَهَيَّجَ مِن شَوْقِي عليَّ ضُرُوبُ
وقال سُحَيْم بن المُحَرَّم
ألا أيُّها البَرْقُ، الذي باتَ يَرْتَقِيويَجْلُو دُجَى الظَّلْماءِ، أَذْكَرْتَنِي نَجْداً
وهَيَّجْتَنِي مِن أَذْرِعاتٍ ولا أَرَى ... بنَجْدٍ على ذِي حاجَةٍ طَرِبٍ بُعْدا
ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّيلَ يَقْصُرُ طُولُهُ ... بنَجْدٍ وتَزدادُ الرِّياحُ به بَرْدا
فأَشْهَدُ لَوْلا أنتِ قد تَعْلَمِينَهُ ... وحُبِّيكِ ما بالَيْتُ أَنْ لا أَرَى نَجْدا
وقال آخر


فوا كَبِدِي مِمّا أُحِسُّ مِن الهَوَى ... إذا ما بَدا بَرْقٌ مِن اللَّيْلِ يَلْمَحُ
لَئِنْ كانَ هذا الدَّهْرُ نَأْياً وغُرْبَةًعن الأَهْلِ والأَوطانِ، فالمَوْتُ أَرْوَحُ
وقال جامِع الكِلابيّ
أَعِنِّي على بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ ... تُضِيءُ دُجُنّاتِ الظَّلامِ لَوامِعُهْ
إذا اكْتَحَلَتْ عَيْنا مُحبٍّ بضَوْئِهِ ... تَجافَتْ به حتّى الصَّباحِ مَضاجِعُهْ
فباتَ وِسادِي ساعِدٌ قَلَّ لَحْمُهُ ... عن العَظْمِ حتّى كادَ يَبْدُو أَشاجِعُه
وقال أعْرابِيّ قُدِّمَ لتُضْرَبَ عُنُقُه
تأَلَّقَ البّرْقُ نَجْدِياً، فقلتُ له: ... يا أيُّها البَرْقُ إنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ
أَلَيْسَ يَكْفِيكَ هذا ثائِرٌ حَنِقٌ ... في كَفِّهِ صارِمٌ كالمِلْحِ مَسْلُولُ
وقال جَمِيل بن مَعْمَر
أَلاَ إنَّ ناراً دُوَنها رَمْلُ عالِجٍ ... وهَضْبُ النَّقا مِن مَنْظَرٍ لَبَعِيدُ
تَبَدَّتْ كما يَبْدُو السُّها غَيْرَ أَنَّها ... أَنارَتْ بِبِيضٍ عَيْشُهُنَّ رَغِيدُ
يُمَنِّينَنا وصْلاً بَعِيدً قَرِيبُهُ ... وأكْثَرُ وَصْلِ الغانِياتِ صُدُودُ
وقال قَيْس بن المُلَوِّح العُذْرِيّ
وإنِّي لِنارٍ، دُونُها رَمْلُ عالِجْ ... على مابِعَيْنِي مِن قَذىً، لَبصِيرُ
كأَنَّ نَسِيمَ الرِّيح حينَ يُنِيرُها ... كَنَجْمٍ خَفِيٍّ في الظَّلامِ يُنِيرُ
متى تُذكَري للقَلْبِ يَنْهَضْ بِرَوْعَةٍ ... جَناحُ الهَوَى حتَّى يَكادَ يَطِيرُ
وقال الشِّمّاخ بن ضِرار
وتُرْوَى لأخِيه مُزَرِّد
لِلَيْلَى بالعُنَيْزَةِ ضَوْءُ نارٍ ... تَلُوحُ كأنَّها الشِّعْرَى العَبُورُ
إذا ما قُلْتُ قد خَمَدَتْ، زَهاها ... سَوادُ اللَّيْل والرِّيحُ الدَّبُورُ
وقال كُثَيِّر بن أبِي جُمْعَة الخُزاعِيّ
نَظَرْتُ وأَصْحابِي بأَيْلَةَ مَوْهِناً ... وقَد حانَ مِن نَجْمِ الثُّرَيّا تَصَوُّبُ
لَعَزَّةَ ناراً ما تَبُوخُ كأَنَّها ... إذا ما رَمَقْناها مِن البُعْدِ كَوْكَبُ
إذا ما خَبَتْ مِن آخِرِ اللَّيْلِ خَبْوَةً ... أُعِيدَ لَها بالمَنْدَلِيِّ فتَثْقَبُ
وقال عبد الله بن الدُّمَيْنَة
ألاَ أيُّها الرَّكْبُ الذين دَلَيلُهُمْ ... سُهَيْلٌ، أما مِنْكُمْ عليَّ دَلِيلُ
أَلِمُّوا بأَهْلِ الأَبْرَقَيْنِ فَسَلِّمُوا ... وذاكَ لأَهْلِ الأَبْرَقَيْنِ قَلِيلُ
وقال أيضا


ً
إذا ما سُهَيْلٌ أَبْرَزَتْهُ غَمامَةٌ ... على مَنْكِبٍ مِن جانِبِ الطُّورِ يَلْمحُ
دَعا بَعْضُنا بَعْضاً فبِتْنا كأَنَّنا ... رَأَيْنا حَبِيباً كانَ يَنْأَى ويَنْزَحُ
وذلك أَنّا واثِقُون بِقُرْبِكُمْ ... وأَنَّ النَّوَى عَمّا قَلِيل تَزَحْزَحُ
وقال عبد الله بن شَبِيب
هَوَى صاحِبِي رِيحَ الشَّمالِ إذا جَرَتْ ... وأَهْوَى لِنَفْسِيَ أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ
يَقُولُونَ: لو عَزَّيْتَ قَلْبَكَ لارْعَوَى، ... فقُلْتُ: وهَلْ للعاشِقِينَ قُلُوبُ
وقال الأَقْرَع بن مُعاذ العامِرِيّ
ويُكْنَى أبا جُوثَة
إذا راحَ رَكْبٌ مُصْعِدُونَ، فقَلْبُهُ ... مع الرَّائِحِين المُصْعِدِينَ جَنِيبُ
وإِنْ هَبَّ عُلْوِيُّ الرِّياحِ وَجَدْتُنِي ... كأَنِّي لِعُلْوِيّاتِهِنَّ نَسيبُ
وقال قَيٍس بن المُلَوِّح
أيا جَبَلَىْ نَعْمانَ باللهِ خَلِّيا ... طَرِيقَ الصَّبا يَخْلُصْ إليَّ نَسِيمُها
أَجِدْ بَرْدَها، أو تَشْفِ منِّي صَبابَةً ... على كَبِدٍ لم يَبْقَ إلاّ صَمِيمُها
فإنَّ الصَّبا رِيحٌ إذا ما تَنَسَّمَتْ ... على نَفْسِ مَهْمُومٍ تَجَلَّتْ هُمُومُها
أَلا إنَّ أَهْوائِي بلَيْلَى قَدِيمَةٌ ... وأَقْتَلُ أَدْواءِ الرِّجالِ قَدِيمُها
وقال عبد الله بن الدُّمَيْنَة
ألا يا صَبا نَجْدٍ مَتى هِجَتِ مِن نَجْدِ ... لقَدْ زادَنِي مَسْراكِ وَجْداً على وَجْدِ
أَأَنْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ في رَوْنَقِ الضُّحَىعلى فَنَنٍ عَضِّ النَّباتِ مِن الرَّنْدِ
بَكَيْتَ كما يَبْكِي الوَلِيدُ، ولَمْ تكُنْجَلِيداً، وأَبْدَيْتَ الذي لَمْ تكُنْ تُبْدِي
وقَدْ زَعَمُوا أَنَّ المُحِبَّ إذا دَنَايَمَلُّ، وأَنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِن الوَجْدِ
بِكُلِّ تَداوَْنا، فلم يُشْفَ ما بِنا ... على أنَّ قُرْبَ الدّارِ خَيْرٌ من البُعْدِ
على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بنافِعٍ ... إذا كانَ مَنْ تَهْواهُ لَيْسَ بِذِي وُدِّ
وقال القَتّال الكِلابيّ
إذا هَبَّتِ الأرْواحُ، كان أَحَبُّها ... إِليَّ التي مِن نَحْوِ نَجْدٍ هُبُوبُها
وإنّي لَتَدْعُونِي إلى طاعَةِ الهَوَى ... كَواعِبُ أَتْرابٌ مِراضٌ قُلُوبُها
كأنَّ الشِّفاهَ الحُوَّ مِنْهُنَّ حُمِّلَتْ ... ذَرَى بَرَدٍ يَنْهَلُّ مِنْها غُرُوبُها
بِهِنَّ مِن الدَّاءِ الذي أَنا عارفٌ ... وما يَعْرِفُ الأَدْواءَ إلاّ طَبِيبُها
وقال جَحْدَر العُكلِيّ
رَأَيْتُ بِذِي المَجازَةِ ضَوْءَ نارٍ ... تَلأْلأُ وهْيَ نازِحَةُ المَكانِ
فَشَبَّهَ صاحِبايَ بِها سُهَيْلاً ... فقلْتُ: تَبَيَّنا ما تَنْظُرانِ
أناراً أوقِدَتْ لِتَنَوَّراها ... بَدَتْ لكُما أَمِ البَرْقُ اليَمانِي
كَأَنَّ الرِّيحَ تَرْفَعُ مِن سَناها ... بنائِقُ حُلَّةٍ من أرْجُوانِ
ومِمّا هاجَنِي فازْدَدْتُ شَوْقاً ... بُكاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ
تَجاوَبَتا بلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ ... على غُصْنَيْنِ مِن غَرْبٍ وبانِ
فكانَ البانُ أَنْ بانَتْ سُلَيْمَى ... وفي الغَرْبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ
أَلَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُ أُمَّ عَمْرو ... وإيّانا، فذاكَ لَنا تَدانِ
نَعَمْ، وتَرَى الهِلالَ كما أَراهُ ... ويَعْلُوها النَّهارُ كما عَلانِي
وقال آخر في مَعْناه
رَأَيْتُ غُراباً ساقِطاً فَوْقَ هَضْبةٍ ... مِنَ القَضْبِ لم يَنْبُتْ له وَرَقٌ نَضْرُ
فقلتُ: غُرابٌ لاغْتِرابٍ، وقَضْبَةٌ ... لِقَضْبِ النَّوَى، هَذِي العِيافَةُ والزَّجْرُ
وقال أبو صَخْر الهُذلِيّ
بِيَدِ الذي شَعَفَ الفُؤادَ بِكُمْ ... تَفْرِيجُ ما أَلْقَى مِنَ الهَمِّ
ويُقِرُّ عَيْنِي وهْيَ نازِحَةٌ ... ما لا يُقِرُّ بعَيْنِ ذِي الحِلْمِ
أَنِّي أَرَى وأَظُنُّ أَنْ سَتَرى ... وَضَحَ النَّهارِ وعالِيَ النَّجمِ
وَلَليْلَةٌ مِنْها تَعُودُ لَنا ... فِي غَيْرِ ما رَفَثٍ ولا إِثْمِ
أَشْهَى إلى نَفْسِي ولَوْ نَزَحَتْ ... مَمّا مَلَكْتُ ومِنْ بَنَى سَهْمِ
قد كانَ صُرْمٌ في المَماتِ لَنا ... فَعَجِلْتِ قَبْلَ المَوْتِ بالصُّرْمِ
ولَما بَقِيتِ لَيَبْقَيَنَّ جَوَى ... بَيْنَ الجَوانِحِ مُضْرِعٌ جِسْمِي
فَتَعلَّمِي أَنْ قد كَلِفْتُ بِكُمْ ... ثُم افْعَلِي ما شِئْتِ عن عِلْمِ
وقال جَمِيل بن مَعْمَر العُذْرِيّ
وإنِّي لأَرْضَى مِن بُثَيْنةَ بالذي ... لَوَ أيْقَنَهُ الواشِي لَقَرَّتْ بَلابِلُهْ
بِلا، وبأَنْ لا أَسْتَطِيعُ، وبالمُنَى، ... وبالأَمَلِ المَرْجوِّ قد خابَ آمِلُهْ
وبالنَّظْرَةِ العَجْلَى، وبالحَوْلِ تَنْقَضِي ... أَواخِرُهُ لا نَلْتَقِي وأَوائِلُهْ
وقال قَيْس بن الخَطِيم
رَدَّ الخَلِيطُ الجِمالَ فانْصَرَفُوا ... ماذا عليهِمْ لَوَ أنَّهُمْ وَقَفُوا
لو وَقَفُوا ساعَةً نُسائِلُهُمْ ... رَيْثَ يُضَحِّي جِمالَهُ السَّلَفُ
فِيهِمْ رَقُودُ العِشاءِ، آنِسَةُ الدَّ ... لِّ، عَرُوبٌ يَسُوءُها الخُلُفُ
تَغْتَرِقُ الطَرْفَ وهْيَ لاهِيَةٌ ... كأَنَّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
بَيْنَ شُكُولِ النِّساءِ خِلْقَتُها ... حَذْواً، فلا جَبْلَةٌ ولا قَضَفُ
قَضَى لها اللهُ حينَ صَوَّرَها ال ... خالِقُ أَلاَّ يُجِنَّها سَدَفُ
تَنامُ عن كِبْرِ شَأْنِها، فإذا ... قامت تَمَشَّى تَكادُ تَنْغَرِفُ
خَوْدٌ، يَغِثُّ الحَدِيثُ ما صَمَتَتْ، ... وهْوَ بِفِيها ذُو لَذَةٍ طَرِفُ
تَخْزِنُهُ، وهْوَ مُشْتَهىً حَسَنٌ ... وهْوَ إذا ما تَكَلَّمَتْ اُنُفُ
حَوْراءُ، جَيْداءُ، يُسْتَضاءُ بِها، ... كأَنَّها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ
كَأَنَّها دُرَّةٌ أَحاطَ بِها ال ... غَّوَاصُ، يَجْلُو عن وَجْهِها الصَّدَفُ
واللهِ ذِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وما ... جُلِّلَ مِن يُمْنَةٍ لَها خُنُفُ
إنِّي لأَهْواكِ غَيْرَ ما كَذِبٍ ... قد شُفَّ مِنِّي الأحْشاءُ والشَّغَفُ
إنِّي على ما تَرَيْنَ مِن كِبَرِي ... أعْلَمُ مِن أَيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ
يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ دِيارَ بَنِي ... عُذْرَةَ حيثُ انْصَرَفْتُ وانْصَرَفُوا
وقال ذُؤَيْب الهُذَلِيّ
وإنّ حَدِيثاً مِنْكِ لو تَبْذُلِينَهُ ... جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُوذٍ مَطافِلِ
لَعَمْرِي لأَنْتَ البَيْتُ أُكْرِمَ أَهْلُهُ ... وأَقْعُدُ في أَفْيائِهِ بالأصائِلِ
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ
بأَطْيَبَ مِن فِيها إذا جِئْتُ طارِقاً ... وأَشْهَى إذا نامَتْ كِلابُ الأَسافِلِ
وتلكَ التي لا يَبْرَحُ القَلْبَ حُبُّها ... ولا ذِكْرُها ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِلِ
وحتّى يَؤُوبَ القارِظانِ كِلاهُما ... ويُنْشَرَ في القَتْلَى كُلَيْبٌ لِوائِلِ
وقال ذُو الرُّمّة
وَقَفْنا فقُلْنا: إِيهِ عن أُمِّ سالِمٍ ... وما بالُ تَكْلِيمِ الدِّيارِ البَلاقِعِ
فما كَلَّمَتْنا دارُها غيرَ أَنَّها ... ثَنَتْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamidani.yoo7.com
 
شعر مختار من كتاب : الحماسة البصرية للمؤلف : أبو الحسن البصري -2-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حميداني عبدو :: المنتديات الأدبية :: قسم خاص بـ : شعر - شعر فصيح - شعر شعبي-
انتقل الى: