منتديات حميداني عبدو
مرحبا بزوارنا الكرام يشرفنا إنضمامكم لمنتديات حميداني عبدو وذالك بالتسجيل في المنتدى.
منتديات حميداني عبدو
مرحبا بزوارنا الكرام يشرفنا إنضمامكم لمنتديات حميداني عبدو وذالك بالتسجيل في المنتدى.
منتديات حميداني عبدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عبدو..إسلامي ..تثقيفي..تعليمي...ترفيهي.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
يشرفنا إنضمامكم إلى منتديات حميداني عبدو الثقافية والدينية والتعليمية *** المساهمات والموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر الا على رأي اصحابها ** وشكرا
تتبرأ إدارة المنتدى من المسؤولية الناجمة عن ردود ومواضيع الزوار والأعضاء
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
محركات بحث
المواضيع الأخيرة
» صور حيرة للعقول!!!!
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالخميس 01 فبراير 2018, 22:04 من طرف رحمان

» الزبيب .. كنز عظيم
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالخميس 01 فبراير 2018, 21:49 من طرف رحمان

» ليلة راس السنة بدبي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالأربعاء 03 يناير 2018, 14:53 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالأحد 03 ديسمبر 2017, 15:54 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / باليوم الوطني / الاماراتي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالسبت 25 نوفمبر 2017, 15:01 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2017, 14:37 من طرف منال ماهر

» افضل العروض / الرحلات البحرية / بدبي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالأحد 22 أكتوبر 2017, 14:12 من طرف منال ماهر

» المترشح سالم سالمي
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالجمعة 13 أكتوبر 2017, 17:38 من طرف سوداني م

» الإنتخابات المحلية ببلدية بنهار
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالجمعة 13 أكتوبر 2017, 17:35 من طرف سوداني م

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



أنت الزائر رقم
clavier arabe
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
دليل العرب الشامل
دليل العرب الشامل

 

 السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير العرب
المدير التنفيذي
المدير التنفيذي
أمير العرب


عدد المساهمات : 838
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 26/11/2011

السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Empty
مُساهمةموضوع: السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا   السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا Icon_minitimeالأحد 04 ديسمبر 2011, 01:52

السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

سنة النبي عليه الصلاة والسلام منهج كامل:

أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس فقه السيرة النبوية، ذلك لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي أقواله، وأفعاله، وإقراره، وصفاته، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بمفرده، لذلك أقواله سنة، وأفعاله سنة، وإقراره سنة، وصفاته سنة أي منهج، والله عز وجل قال:

﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾

( سورة العنكبوت ).
أي أن كل كلمة قالها النبي عليه الصلاة والسلام وحي غير متلو، لأن الله عز وجل يقول:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

( سورة النجم ).
أقواله تشريع، لذلك هناك وحيان: وحي متلو، ووحي غير متلو، الأحاديث الشريفة وحي غير متلو، وسلوكه وحي غير متلو، وإقراره وحي غير متلو.


محاولات بائسة لتقويض السنة:

لذلك أيها الإخوة، أعداء المسلمين لا يستطيعون إلغاء هذا الدين، إنه كالطود الشامخ، ولكنهم يحاولون أن يقوّضوا دعائمه من الداخل، والسنة النبوية من دعائم هذا الدين.

(( أوتيت القرآن ومثله معه ))

( رواه يزيد بن هارون عن المقدام بن معد يكرب الكندي )
وهناك من يقول يكفينا القرآن الكريم، مع أن القرآن الكريم يقول:
﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾

( سورة الحشر الآية: 7 )
فالذي يكتفي بالقرآن الكريم يلغي القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم يأمرك أن تأخذ ما آتاك النبي، وأن تنتهي عما عنه نهاك، والقرآن الكريم يبين أن مهمة النبي لتبين للناس ما نزّل إليهم، فكأن القرآن الكريم قانون، وكأن السنة شرح لهذا القانون، فإذا ألغينا الشرح ألغينا القانون.


لابد من الاحتفاء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام:

لذلك أيها الإخوة، لا بد من أن نحتفي بسنة رسول الله قولاً، وعملاً، وإقراراً وصفات، وأؤكد لكم أنه لو لم يكن إلا السيرة بين أيدينا لكانت منهجاً كافياً لنا، إن أفعاله تشريع، وكما تعلمون أن كل واحد من الناس في حياته شخصية يكونها، وشخصية يكره أن يكونها، وشخصية يتمنى أن يكونها، وهذا الدرس، وهذه السيرة لمن ؟ قال تعالى:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾

( سورة الأحزاب ).
إذاً: أن تحتفي بمواقف النبي، بإنسانية النبي، برحمة النبي، بعدل النبي، بتواضع النبي، بإنصاف النبي، وأن تجعل نفسك تطمح أن تكون على طريقه، وعلى خطاه فأنت مؤمن، أما إذا كنت لا تعنيك السيرة إطلاقاً فأنت تبحث عن شيء آخر، أنت إذاً لا ترجو الله واليوم الآخر، لأن الله عز وجل يقول:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾

النبي بشر تجري عليه خصائص البشر:

أريد في هذا الدرس أن أقف قليلاً عند أهمية هذه السيرة النبوية العطرة، الحقيقة هناك مثالية نجدها في الكتب، قد نقرأها، ونعجب بها، ولكنها لا تكفي لتحفيزنا إلا أن نطبقها، ما الذي يحفزنها إلى تطبيق السيرة ؟ أنك حينما ترى أنك إنساناً بشر.

(( إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر ))

( أخرجه مسلم من حديث أنس وله من حديث أبي هريرة )
ويقول عليه الصلاة والسلام :

(( أوذيت في الله وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ))

(أخرجه أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه عن أنس)
إذاً: هو بشر، ولأنه بشر، ولأنه تجري عليه كل خصائص البشر كان سيد البشر، فما لم تكن طموحاتك ورغباتك متوجهة إلى أن تمشي على خطى النبي ففي الإيمان خلل، وفي الإيمان ضعف، وتكفيكم هذه الآية:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾

بل إن الله جل جلاله لن يقبل دعوى محبته إلا بالدليل، قال تعالى:

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 31 ).

معنى ذلك أن الذي لا يفكر أن يتبع سنة النبي العملية، ولا يفكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة له في حياته فهو بنص القرآن الكريم لا يحب الله

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾

بل إن العلماء قالوا: إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم عين محبة الله، وإن محبة الله عز وجل عين محبة النبي، وهذا معنى قوله تعالى:


﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ﴾

( سورة التوبة الآية: 62 ).

بضمير المفرد

﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ ﴾

بحسب قواعد اللغة ترضوهما، لأن الله قال:

﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ﴾

قال العلماء: إرضاء الله عز وجل عين إرضاء النبي، وإرضاء النبي عليه الصلاة والسلام عين إرضاء الله، ومحبة الله عين محبة النبي، ومحبة النبي عين محبة الله، لذلك محبة النبي فرع من محبة الله، فالذي لا يحب النبي لا يحب الله، والذي يحب النبي يحب الله.

(( ويا عمر كيف أصبحت ؟ قال: والله با رسول الله أصبحت أحبك أكثر من أهلي وولدي والناس أجمعين إلا نفسي التي بين جنبي، قال: يا عمر لن يكمل إيمانك بعد حين جاءه وقال: الآن يا رسول الله أصبحت أحبك أكثر من أهلي، وولدي، ومالي حتى نفسي التي بين جنبي، فقال عليه الصلاة والسلام : الآن يا عمر ))

أيها الإخوة، يقول بعض الصحابة الكرام، وهو سيدنا سعد بن أبي وقاص : << ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، وكلمة رجل في القرآن لا تعني أنه ذكر، وفي السنة لا تعني أنه ذكر، بل يعني القرآن بكلمة رجل أنه بطل.


﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾

( سورة النور الآية: 37 ).

﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾

( سورة التوبة الآية: 108 ).

مثال من جيل الصحابة في كمال تصديقه للنبي: إنه سعد بن أبي وقاص:

فكلمة رجل لا تعني أنه ذكر، تعني أنه بطل، سيدنا سعد بن أبي وقاص استخدم هذا المعنى فقال: << ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ـ ما هذه الثلاثة ؟ ـ يقول هذا الصحابي الجليل: ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أنصرف منها >>.

(( الصلاة عماد الدين ))

( أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عمر )
من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، والصلاة معراج المؤمن.

(( الصلاة ميزان، فمن أوفى استوفى ))

(أخرجه ابن المبارك في الزهد عن ابن عباس )
من وفى الاستقامة حقها استوفى من الصلاة ثمراتها.
أن تتابع المسلسلات ليلاً ثم تقوم كي تصلي العشاء تقف وتكبر تكبيرة الإحرام، وتقرأ الفاتحة وسورة، وتركع وتسجد، لكن لا تستطيع أن تقبل على الله، لأنه قيل:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن الــــعلم نور ونـور الله لا يُهدى لعاصي
الصلاة نور، الصلاة حبور، الصلاة طهور، الصلاة ميزان، الصلاة عقل، الصلاة معراج المؤمن، الصلاة قرب، الصلاة ذكر، الصلاة عماد الدين.
ولكن ورد في بعض الآثار القدسية أنه:

(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي، وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب وآوى الغريب كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، ويقسم علي فأبره، أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها ولا يتغير حالها ))

(أخرجه الديلمي عن حارثة بن وهب )
فقال سيدنا سعد: << ثلاثة أنا فيهن رجل، وما فيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما صليت صلاةً فشغلت نفسي بغيرها حتى أنصرف منها، ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول ـ ونحن قبل هذا الدرس صلينا على أحد الموتى المسلمين، هل فكر واحد منا أنه لا بد من يوم يكون في نعش، ويدخل إلى المسجد لا ليصلي، بل ليصلى عليه ؟ وبعدها تذهب هذه الجنازة إلى مقبرة، وبعدها يوضع في القبر، ويحاسب عن كل شيء ؟ ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها.
ورد في بعض الآثار: أن الميت ترفرف روحه فوق النعش، تقول: يا أهلي، يا ولدي، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال مما حل وحرم، فأنفقته في حله وفي غير حله، فالهناء لكم، والتبعة علي.
ورد في بعض الأحاديث:

(( فو الذي نفس محمد بيده ما من بيت إلا وملك الموت يقف فيه في اليوم خمس مرات، فإذا رأى أن العبد قد انقطع رزقه، وانقضى أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته سكراته، فمن أهل البيت الضاربة وجهها، والصارخة بويلها، والممزقة ثوبها يقول لهم ملك الموت: فيمَ الفرع ؟ ومم الجزع ؟ ما أذهبت لواحد منكم رزقاً، ولا قربت له أجلاً، وإني لي فيكم لعودة، ثم عودة، حتى لا أبقي منكم أحداً، فوالذي محمد بيده لو سمعوا كلامه، ورأوا مكانه، لذهلوا عن ميتهم، ولبكوا على أنفسهم ))

( ورد في الأثر )

(( لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاما على شهوة أبدا، ولا شربتم شرابا على شهوة أبدا، ولا دخلتم بيتا تستظلون به، ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم، وتبكون على أنفسكم ))

( أخرجه ابن عساكر عن أبي الدرداء )
<< ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها ـ ولكن الشاهد في الثالثة، هنا الشاهد ـ ولا سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى.

﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾

مقتطفات من سيرة النبي العملية:

ـ المؤمن الصادق إذا قرأ سيرة النبي كيف إذا دخل بيته ألقى على أهله السلام، وكيف إذا دخل بيته كان بساماً ضحاكاً وكيف يقول عن النساء:
(( أكرموا النساء، فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهم إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالياً ))
ـ كيف كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرفو ثوبه ويكنس بيته، وكان في مهنة أهله.
أنت كمؤمن يجب أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام قدوة لك، أسوة لك وهو في بيته، وهو مع زوجاته، وهو مع أولاده، كان يقول عليه الصلاة والسلام:

(( علموا، ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف ))

( أخرجه الحارث ابن عدي، والبيهقي، عن أبي هريرة)
ـ كان يسلم على الصبيان، كان يداعبهم، كان يقبلهم، كان يحملهم وهو يصلي مرة كان على المنبر، رأى ابن ابنته الحسين رضي الله عنه يتعثر في مشيته، فنزل من على المنبر وحمله بيده، وصعد به إلى المنبر، هكذا كان مع الصغار.
ـ هكذا كان مع النساء مرة غضبت عائشة، كسرت طبقاً على الأرض جاءها من صفية، أصابتها الغيرة، فقال عليه الصلاة والسلام:

(( غضبت أمكم، غضبت أمكم ))

(البخاري)
كان زوجاً ناجحاً، كان أباً ناجحاً كان صديقاً وفياً، كان جاراً.
أيها الإخوة، أردت بهذا الدرس أن نعرف أنه ما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته، في بيته، مع إخوانه، في مسجده، ما لم يكن قدوة لنا فلسنا على ما ينبغي.
ـ صلى أعرابي وراء النبي، أحد أصحابه أصابه عطاس، فقال له في الصلاة: يرحمك الله، فالصحابة الكرام ضربوا على أرجلهم بأيديهم، أن هذا لا يكون، فخاف هذا الأعرابي، خاف أن يلقى تعنيفاً شديداً، أو خاف أن يُضرب بعد الصلاة، فأوجس خيفة، فلما انتهى النبي من صلاته قال: تعال يا عبد الله، إن هذه الصلاة لا يصلح لها شيء من كلام الناس، فقال هذا الأعرابي: بأبي هو وأمي، والله ما عنفني، ولا كهرني، فقال له: اللهم ارحمنا ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً، فقال عليه الصلاة والسلام:

(( يا أخي، لقد حجرت واسعاً ))

(البخاري)
كان لطيفا، كان متواضعا.
ـ دخل عليه رجل أصابته رعدة، فقال له:

(( هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة ))

(الترمذي)
ـ كان مع أصحابه في سفر أرادوا أن يعالجوا شاة، قال أحدهم: عليّ ذبحها ، وقال الثاني: عليّ سلخها، وقال الثالث: عليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام : وعليّ جمع الحطب، قالوا: يا رسول الله نكفيك ذلك، قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
إذاً: أريد من هذا اللقاء الطيب حقيقة دقيقة ؛ وهي أنه ما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لك، وأسوة لك في حياتك، فلستَ متّبعا له .
ـ في فقره: دخل عليه الصلاة والسلام بيته، فقال:

(( هل عندكم من طعام ؟ ـ لا يوجد شيء إطلاقاً ـ قالوا: لا، قال: فإني صائم ))

( مسلم عن عائشة )
ـ رأى زعيم قبيلة وادياً من الغنم لرسول الله فقال:

(( لمن هذا الوادي ؟ قال: هو لك قال: أتهزأ بي ؟ قال: لا والله هو لك، قال: أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ))

(ورد في الأثر )
هو قدوة لنا في فقره، وقدوة لنا في غناه، قدوة لنا في قهره، في الطائف قهر والآن المسلمون يقهرون في العالم، قال:

(( يا رب، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي ))

( الطبراني عن عبد الله بن جعف)

ـ سمح له أن ينتقم منهم، جاءه ملك الجبال، قال: يا محمد، أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين، قال: لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.
ـ امتحن بالفقر فنجح، امتحن بالغنى فنجح، امتحن بالقهر فنجح، امتحن بالنصر دخل مكة فاتحاً، عشرة آلاف رجل يأتمرن بكلمة من شفته، فكان بإمكانه هؤلاء صناديد قريش الذين ناصبوه العداء عشرين عاماً، وقتلوا أصحابه، وحاربوه مرات ثلاثا، كان بإمكانه وهو القوي المنتصر أن يبيح المدينة لجيشه، أو أن يلغي وجودهم، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
[ السيرة النبوية ]

نجح بالنصر، ودخل مكة فاتحاً، وكادت ذؤابة عمامته تلامس عنق بعيره تواضعاً لله عز وجل.
ـ الآن مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه، قالوا: أتبكي ؟ قال:

(( إن العين لتدمع وإن القلب ليخزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ))

(متفق علي)
ـ امتحن نجح بامتحان موت الولد، طُلقت بنتاه، فامتحن فنجح بالامتحان، فقد اتهمه المنافقون بأن زوجته زانية، في حديث الإفك، فصبر، حتى برأها الوحي من فوق سبع سماوات، لما برأها الوحي كان عنده الصديق فقال لابنته: قومي فاشكري رسول الله السيدة عائشة قالت: والله لا أقوم إلا لله، فتبسم عليه الصلاة والسلام، وقال: عرفت الحق لأهله.
ـ أمسكه مرة أعرابي فظ غليظ من ثوبه حتى أثر في عنقه الشريف، قال: يا محمد هذا المال ليس مالك ولا مال أبيك أعطني منه، فقال: صدق إنه مال الله:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾
ـ تسأله السيدة عائشة: كيف حبك لي ؟ الآن معظم الأزواج الجهلاء، يقول لك قصيرة، لا يبقي عيب إلا ويعيرها به، فتنهدم العلاقة بينهما، تسأله السيدة عائشة: كيف حبك لي ؟ يقول لها: كعقدة الحبل، تسأله من حين لآخر: كيف العقدة ؟ يقول: على حالها متينة.
ـ حدثته مرة السيدة عائشة عن قصة لزوجين مثاليين، أبو زرع وأم زرع، كان أبو زرع شهماً، شجاعاً، كريماً...إلخ، لكنها في نهاية قالت له متأسفة: غير أنه طلقها، فقال عليه الصلاة والسلام :

(( كنتُ لك لأبي زرع لأم زرع، غير أني لا أطلقك ))

( أصله في البخاري بغير قوله: غير أني لا أطلقك )
ما لم تكن سيرة النبي في مخيلتنا، ما لم تكن هذه الشخصية الفذة، شخصية النبي بأخلاقه، بشمائله، بتواضعه، برحمته، بإنصافه، بعدله، أمامنا نبراساً لنا ففي الإيمان ضعف وخلل.
ـ أيها الإخوة الكرام، كان إذا صلى صلاة الفجر كان يقرأ آيات كثيرة، لكن مرة سمع غلاماً يبكي، فاختصر الصلاة، وسلم سريعاً، وتعجب أصحابه فقال: سمعت بكاء صغير ينادي أمه ببكائه، فرحمتها.

(( ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه ))

( أخرجه أحمد في مسنده والحاكم، عن عبادة بن الصامت )

العبرة في السيرة الاقتداء والاعتبار لا الأحداث والأخبار:

هكذا قال عليه الصلاة والسلام، فيا أيها الإخوة، ليس القصد أن نستمع لهذه الأخبار عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، القصد أن تترجم هذه السيرة إلى واقع نعيشه.

1 – معرفة سيرة النبي فرض عين:
لذلك النقطة الدقيقة جداً أن معرفة سيرة النبي ـ دققوا ـ فرض عين على كل مسلم، السبب أن هناك قاعدة أصولية تقول: ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، الصلاة تتم من دون وضوء ؟ الصلاة فرض والذي لا يتم إلا به فهو فرض أيضاً، الوضوء فرض تمام ؟.
إذا قال الله لعباده المؤمنين:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾
بصراحة كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة لنا حسنة ؟ إن لم نعرف سيرته، كيف تعالج ضغطك المترفع وهو القاتل الصامت إن لم تعرف أنك مصاب بالضغط ؟ تماما معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم، لأن الله يقول:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾
ولا يمكن أن يكون النبي أسوة لنا إلا إذا عرفنا ماذا فعل كيف أكل، كيف نام، كيف عامل زوجته، كيف عامل إخوانه، كيف عامل أولاده.
لذلك أيها الإخوة، معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم، كما أن معرفة سنة النبي القولية فرض عين على كل مسلم، الدليل هي قوله تعالى:
﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
كيف نأخذ ما آتانا إن لم نعرف ما آتانا ؟ وكيف ننتهي عمن عنه نهانا إن لم نعرف ما الذي عنه نهانا ؟ فما لا يتم الواجب به فهو واجب، وما لا يتم الفرض به فهو فرض، وما لا تتم السنة إلا به فهو سنة.

2 – حضور دروس السيرة ضروري:
إذاً: حضور درس فقه السيرة النبوية للمؤمن ضروري جداً كي يعرف كيف كانت أخلاق النبي في بيته.
أحيانا يخطب إنسان فيتحدث عن شخص له مكانه، له منصب، بجفاء، بقسوة باسمه فقط، ويظن أن هذا إيمان، لا، النبي أرسل رسالة إلى قيصر ملك الروم، فقال:

(( من محمد ابن عبد الله إلى عظيم الروم ))

(أحمد)
هو قيصر ليس عظيماً عند النبي، لكن هذا لقب، فأنت حينما تكون قريباً تتبع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام .
ـ أنا أريد أن أقول: يمكن أن تتعلم من السيرة كل شيء، آداب الطعام والشراب، ما رؤي ماداً رجليه قط، هو سيد الخلق وحبيب الحق، ما رؤي ماداً رجليه قط، طبعاً أحيانا يكون الإنسان معذورا، هذا وضع آخر، أما من دون عذر فما رؤي كذلك.
ـ ما ذم طعاماً قط، فإذا قدّم لك شخص دعوة لطعام، وقد تعب في تحضيره، فلا تقل له: الطعام ليس طيبا، إنها منتهى الغلظة، ومنتهى الفظاظة، ما عاب النبي طعاماً قط أبداً.
ـ ما عامله أحد أصحابه إلا ظن أنه أقرب الناس إليه، هذه بطوله هذه، أبو بكر مني كالسمع والبصر، وما ضر عثمان ما فعله بعد اليوم، وخالد سيف الله، وأبو عبيدة أمير هذه الأمة، والزبير ابن العوام حواري هذه الأمة، ما من صحابي إلا وخصه بوصف، لذلك ما عامله أحد من أصابه إلا ظن أقرب الناس إليه.

(( ارْمِ سَعْدٌ فِدَاكَ أَبِي وَأُمّ ))

(أخرجه مسلم عن علي ).
هذا خالي فأروني خال مثل خالي.
هذا من سيرته، مع زوجات الطاهرات كان زوجا ناجحا جداً، وكان يعدل بينهن، وكان صادقا، كانت حينما تقول له السيدة عائشة وقد ضجرت من كثرة ثنائه على خديجة وقد توفاها الله، قالت له: ألم يبدلك الله خيراً منها ؟ قال: لا والله، صادق، لا والله، لا والله.
يا أيها الإخوة، الذي أريده أن نترجم مواقف النبي في خصوصياته في بيته، في بيعه، في شراءه، مع إخوانه، مع أصحابه، في الحرب والسلم إلى واقع نعيشه.

ماذا حال المسلمين سيئ اليوم ؟

لذلك أختم هذا الدرس بهاتين الآيتين، وهاتان الآيتان تفسران لنا، لماذا يعذب المسلمون اليوم قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 33 ).
هذه الآية واضحة جداً في حياة النبي، لكن ما معنى الآية بعد موت النبي ؟ يعني يا محمد ما دامت سنتك قائمة بعد موتك في حياتهم، وفي بيوتهم، وفي أعمالهم وفي مساجدهم، وفي بيعهم، وفي شرائهم، وفي كسب أموالهم، وفي إنفاق أمولهم، وفي احتفالاتهم، في مسراتهم، وفي أحزانهم، فهم في بحبوحة من عذاب الله.

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

( سورة الأنفال ).
إذاً: نحن حينما نقصر في تطبيق السنة، ونستغفر فنحن في بحبوحة، وحينما نطبق السنة فنحن في بحبوحة، وطريق خلاص المسلمين الآن أن يعتمدوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ويطبقوها في حياتهم فلعل الله يرحمهم.
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamidani.yoo7.com
 
السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (50-57) : أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (56-57) : أسلوب الدعوة في مكة والمدينة والفرق بينهما
» السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (55-57) : تأسيس القاعدة الإدارية والأمنية والدعوية
» السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (51-57) : العمران النبوي في المدينة المنورة
» السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (54-57) : بعض التفاصيل حول الأسس التي رسخها النبي في المدينة
» السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (53-57) : الأسس التي رسخها النبي في الاقتصاد الإسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حميداني عبدو :: منتدى الدين الإسلامي الحنيف :: قســـم الكتاب والسنــة-
انتقل الى: