يتداول الشارع الجزائري منذ مدة ليست بالوجيزة، أخبارا في شكل دعابة
وأحيانا إشاعات مغرضة، مفادها بلوغ الغرام الواحد من الذهب الخالص حدود
المليون سنتيم بداية من العام القادم 2012، مما يجعل من خاتم الخطوبة
البسيط يقفز إلى نحو 5 ملايين سنتيم ولا يقل عن 4 ملايين،* بغض* النظر*
عن* المتطلبات* الأخرى* والشروط* التي* تضعها* العائلات* لتزويج*
بناتها،* من* حليّ* ومجوهرات* في* شكل* سلاسل* وأقراط* وغيرها*. وتعرف أسواق الذهب والعائلات المقبلة على زواج أحد
أبنائها، طوارئ قصوى، إذ دخل الكثير منهم في سباق مع الزمن، للحصول على
مستحقاتهم من الحلي قبل حلول ما أسموه بجحيم عام 2012 الذي تتحدث عنه هذه
الإشاعة، مما سيجعل من أمر الحصول على مقياس من الذهب ذي 35 غراما مثلا بـ
35 مليون سنتيم، وهو أمر شبه مستحيل بالنسبة للكثير من العائلات، وهحكيم
عادات وتقاليد بمختلف مناطق الوطن، تطلب ما هو أكثر من ذلك، ويتعلق الأمر
بالمحزمة التي لا تقل عن 60 غراما، والسلسلة من عيار 20 غراما فما فوق،
وخواتم وأقراط وغيرها، مما سيجعل من أمر تحقيق* مستحقات* العروس* من*
الذهب،* الحصول* على* قرض* بنكي،* وبعضهم* يطالب* بضمّ* مشاريع*
الزواج* ضمن* مشاريع* *"لونساج*"* و*"لاكحكيم*"،* التّي*
توفرهما* الحكومة* للشباب*.
وأكد باعة مصوغات من ولاية قسنطينة بالخصوص، وهي عاصمة الذهب في الجزائر،
الذين تحدثنا إليهم، أن الإشاعة أثرت على مهنتهم، وقد تكون لها تبعات
مستقبلية، ولكنها في نفس الوقت أفادتهم وذبذبت السوق، والحديث المتداول عن
بلوغ سعر الغرام 10 آلاف دينار جزائري فيه كثير من المبالغة، رغم
اعترافهم أن الجزائر ستساير العالم الخارجي الذي عرف فيه السوق التهابا
غير مسبوق في الأشهر الماضية سيصل الآن إلى الجزائر بعد أن نفد المخزون
السابق، أحاديث وأقاويل أدخلت الشباب المقبل على الزواج وعائلاتهم في دوامة
لا بداية ولا نهاية لها، الباعة اعترفوا أن سعر الغرام تجاوز في السّوق
الجزائرية، منذ أسابيع، سعر الـ 5500 دينار جزائري، وبلغ 6 آلاف دينار في
بعض المناطق والولايات المعروفة بالانتشار الواسع لتجارة الذهب مثل قسنطينة
والبليدة وتلمسان، وذلك بالنسبة للذهب المحلي، فيما بلغ سعر الذهب
المستورد* حدود* الـ* 6400* دينار،* للغرام* الواحد،* ويصل* حدود*
الـ* 7* آلاف* دينار* في* الكثير* من* الولايات*.
وفي جولة استطلاعية لـ "الشروق اليومي" بمحلات الذهب في ولايات عنّابة،
قسنطينة، وقفنا على حالة ذهول الراغبين في اقتناء المجوهرات، خاصة بالنسبة
للمقبلين والمقبلات على الزواج، من فئة متوسطي وعديمي الدخل، الذين
تفاجؤوا لأسعار المجوهرات، خاصة أن "البلاكييور" غير* وارد* استعماله*
في* مثل* هذه* التقاليد،* فتصوروا* *"مقياسا*"* من* 56* غراما*
بنحو* 34* مليون* سنتيم،* وقد* يصل* إلى* ما* يفوق* الـ* 60*
مليون* سنتيم* إذا* صحت* الإشاعات* التي* يروج* لها* هنا*
وهحكيم*.
ج..الشروق.........