إيكواس تناقش خطة التدخل بمالي
يدرس رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) في قمة استثنائية في العاصمة النيجيرية أبوجا المصادقة على خطة تدخل دولي في شمال مالي في وقت أكدت فيه فرنسا وألمانيا ضرورة تقديم دعم أوروبي لهذا التدخل، لأن بقاء تنظيمات إرهابية في الإقليم يحمل 'مخاطر كبرى' للعالم.
ويتوقع أن يقر قادة التكتل -الذي يضم 15 بلدا- الخطة التي يضع رؤساء أركان إيكواس تصورا لها في باماكو.
وتقضي الخطة بنشر 5500 جندي أفريقي، وسترسل -بعد إقرارها- قبل نهاية الشهر إلى مجلس الأمن.
تدخل ضروري
وشدد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في افتتاح القمة على أن الخيار العسكري ضروري لتفادي 'تبعات مؤذية' لأفريقيا برمتها.
وقال 'التدخل سيستند إلى قرار للأمم المتحدة لطرد المتمردين والفوضويين الذين حولوا أجزاء كبيرة من شمال البلاد إلى منطقة خارجة على القانون'.
أما رئيس ساحل العاج الحسن وتارا -الرئيس الحالي لإيكواس- فدعا إلى تكثيف الجهود لتحقيق حل تفاوضي يسمح بتدخل عسكري يستهدف 'الإرهابيين' فقط.
وتشارك الجزائر -وهي دولة أساسية في المنطقة تشترك مع مالي في ألفيْ كيلومتر من الحدود ومعروفةٌ بمعارضتها أي تدخل أجنبي بالمنطقة- في القمة بوزيرها للشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل، كما أوفدت موريتانيا -المجاورة أيضا لمالي والتي رفضت حتى الآن المشاركة في أي تدخل- وزير خارجيتها حمادي ولد حمادي.
وكان وزراء دفاع وخارجية التكتل قد أقروا الخطة في لقاء بأبوجا الجمعة، قدم الحوار على أنه الخيار الأول لحل الأزمة، مع التأكيد على أن المحادثات ليست 'بلا نهاية'.
خيار الحوار
وخرج شمال مالي عن سيطرة الحكومة المركزية بعد أن أحكمت تنظيمات إسلامية -بينها القاعدة في المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا- قبضتها على الإقليم مستغلة فراغا أمنيا أحدثه انقلاب في باماكو في مارس/آذار الماضي.
وقبل انعقاد قمة أبوجا قال المبعوث الأممي لغرب أفريقيا سعيد جنيت لوكالة الأنباء الفرنسية 'الجميع يرغب في ألا يُستهدف التدخل سوى الإرهابيين... وخيارنا المفضل يبقى الحوار'.
وكان مجلس الأمن قد منح في 12 من الشهر الماضي القادة الأفارقة 45 يوما لوضع خطة التدخل.
الدور الأوروبي
ويدعم الاتحاد الأوروبي المبادرات الأفريقية، لكنه يؤكد أن دوره سيكون لوجستيا وتدريبيا فقط.
وعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم ليجدد ذلك قائلا إن بلاده -التي ارتُهن عدد من مواطنيها في منطقة الساحل- لن تتدخل مباشرة بل من 'واجبها أن تكون إلى جانب الأفارقة إن قرروا القيام بعملية عسكرية'.
ويجتمع وزراء دفاع وخارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا مجددا الخميس في باريس لبحث تشكيل بعثة تدريب من 200 عسكري على الأقل.
وقد حذر وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا لوران فابيوس وغيدو فيسترفيله في مقال مشترك اليوم من 'المخاطر الكبرى' التي ينطوي عليها السماح لتنظيمات 'إرهابية' بالبقاء في شمال مالي، وقالا إن من الضروري أن يدعم الاتحاد الأوروبي قوة تدخل محتملة، ويساعد بتدريب الجيش المالي لأن 'إعادة القدرات العسكرية لمالي مسألة لا غنى عنها'.
وتحضر مسؤولة الشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد كاثرين آشتون تصورا لهذه الخطة، يفترض أن يكون جاهزا خلال أسبوع.
تقاسم المهام
وذكرت رويترز الجمعة نقلا عن مصدرين عسكريين ماليين أن الجيش المالي هو من سيخوص المعارك ضمن العملية الدولية.
وقال مصدر مطلع على الخطة الدولية للوكالة 'القوات الدولية لن تخوض المعارك على الأرض'.
وأضاف 'الضربات الجوية ستكون مسؤولية القوة الدولية'، التي ستقدم أيضا -كما قال- الدعم اللوجستي والاستخباري وقوات الجيش والشرطة التي ستؤمن المناطق المسيطر عليها.
وتوقع مصدر آخر أن يتجنب المسلحون الإسلاميون الحرب التقليدية، بالانسحاب إلى الجبال البعيدة أو الذوبان بين السكان المحليين، وهو ما 'سيكون مشكلة رئيسية يقع على استخباراتنا حلها'.
وتمتد الخطة الدولية على ستة أشهر، تشمل مرحلة تحضيرية تدرب خلالها القوات وتقام قواعد في جنوب مالي، تعقبها مرحلة الهجوم.
منقول للأمانة